الخميس، 17 يناير 2013

قصة الأبرص والأقرع والأعمى


قصة الأبرص والأقرع والأعمى

المؤمن هو الذي يعرف ربه , ويعترف له بنعمه , ويؤدي شكرها في جميع الأحوال , في حال الشدة والرخاء , والضراء والسراء , وهذا هو مقتضى العبودية لله رب العالمين , ولذلك نعى الله في كتابه على طائفة من الناس لا يعرفون الله إلا عند نزول البلاء والشدة, فإذا كشفها عنهم عادوا إلى ما كانوا عليه من الكفر والعناد والاستكبار ,كأن لم يصابوا بشيء قبل ذلك , قال سبحانه :{وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون } (يونس:12).

والناس عند الشدائد والمصائب صنفان:
فمن الناس من إذا ابتلي بالفقر أو المرض أو أي نوع من أنواع البلاء , تمنى أن يزول عنه ما به , فإذا أعطاه الله ما تمناه , وبدل مرضه عافية , وفقره غنى , نسي البلاء الذي كان به , ولم يعترف لله بنعمه , فضلا عن أن يؤدي شكرها .
ومنهم من إذا زال عنه ضرُّه , وكُشِف كربُه , اعترف لله بالفضل والإنعام , وعمل جاهدا على شكر هذه النعمة وأداء حقها , وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذين الصنفين من الناس ، الكافرين بالنعمة والشاكرين لها ، في القصة التي أخرجها الإمام مسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى , فأراد الله أن يبتليهم , فبعث إليهم ملكا , فأتى الأبرص , فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن , وجلد حسن , ويذهب عني الذي قد قَذِرَني الناس , قال : فمسحه فذهب عنه قَذَرُه , وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا , قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل , قال : فأعطي ناقة عُشَراء , فقال : بارك الله لك فيها , قال : فأتى الأقرع فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال شعر حسن , ويذهب عني هذا الذي قد قَذِرَني الناس , قال : فمسحه فذهب عنه , وأعطي شعرا حسنا , قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر , فأعطي بقرة حاملا , فقال : بارك الله لك فيها ,قال : فأتى الأعمى , فقال : أي شيء أحب إليك , قال : أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس , قال : فمسحه فرد الله إليه بصره , قال : فأي المال أحب إليك , قال : الغنم , فأعطي شاة والدا , فأنتج هذان وولد هذا , قال : فكان لهذا واد من الإبل , ولهذا واد من البقر , ولهذا واد من الغنم , قال : ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته , فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري , فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك , أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال , بعيرا أتَبَلَّغُ عليه في سفري , فقال : الحقوق كثيرة : فقال له : كأني أعرفك , ألم تكن أبرص يَقْذَرُك الناس ؟! فقيرا فأعطاك الله ؟! فقال : إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر , فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت , قال : وأتى الأقرع في صورته , فقال له مثل ما قال لهذا , ورد عليه مثل ما رد على هذا , فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت , قال : وأتى الأعمى في صورته وهيئته , فقال : رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري , فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك , أسألك بالذي رد عليك بصرك , شاة أتبلغ بها في سفري , فقال : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري , فخذ ما شئت ودع ما شئت , فوالله لا أَجْهَدُكَ اليوم شيئا أخذته لله , فقال : أمسك مالك , فإنما ابتليتم , فقد رُضِيَ عنك , وسُخِطَ على صاحبيك ).

هذه قصة ثلاثة نفر من بني إسرائيل , أصيب كل واحد منهم ببلاء في جسده ،فأراد الله عز وجل أن يختبرهم , ليظهر الشاكر من الكافر , فأرسل لهم مَلَكـًا ، فجاء إلى الأبرص فسأله عن ما يتمناه , فتمنى أن يزول عنه برصه ، وأن يعطى لونا حسنا وجلدا حسنا ، فمسحه فزال عنه البرص ، وسأله عن أحب المال إليه ، فاختار الإبل ، فأعطي ناقة حاملاً، ودعا له الملك بالبركة , ثم جاء إلى الأقرع ، فتمنى أن يزول عنه قرعه , فمسحه فزال عنه, وأعطي شعرا حسنا ، وسأله عن أحب المال إليه فاختار البقر ، فأعطي بقرة حاملاً ، ودعا الملك له بالبركة , ثم جاء الأعمى , فسأله كما سأل صاحبيه , فتمنى أن يُرَدَّ عليه بصره ، فأعطي ما تمنى ، وكان أحب الأموال إليه الغنم ، فأعطي شاة حاملاً .

ثم مضت الأعوام ، وبارك الله لكل واحد منهم في ماله ، فإذا به يملك واديـًا من الصنف الذي أخذه ، فالأول يملك واديـًا من الإبل ، والثاني يملك واديـًا من البقر ، والثالث يملك واديـًا من الغنم , وهنا جاء موعد الامتحان الذي يفشل فيه الكثير وهو امتحان السراء والنعمة فبعض الناس قد يصبر على الشدة ولكنه لا يعرف حق النعمة , مع أن الكل بلاء وفتنة , قال عز وجل { ونبلوكم بالشر والخير فتنة } الأنبياء (35 ). فعاد إليهم الملك ، وجاء كل واحد منهم في صورته التي كان عليها ،ليذكر نعمة الله عليه, فجاء الأول على هيئة مسافر فقير أبرص , انقطعت به السبل وأسباب الرزق , وسأله بالذي أعطاه الجلد الحسن واللون الحسن ، والمال الوفير ، أن يعطيه بعيرًا يواصل به سيره في سفره , فأنكر الرجل النعمة , وبخل بالمال ، واعتذر بأن الحقوق كثيرة ، فذكره الملك بما كان عليه قبل أن يصير إلى هذه الحال , فجحد وأنكر ، وادعى أنه من بيت ثراء وغنى, وأنه ورث هذا المال كابرا عن كابر، فدعا عليه المَلَك إن كان كاذبـًا أن يصير إلى الحال التي كان عليها , ثم جاء الأقرع في صورته , وقال له مثل ما قال للأول , وكان حاله كصاحبه في الجحود والإنكار , أما الأعمى فقد كان من أهل الإيمان والتقوى ، ونجح في الامتحان , وأقر بنعمة الله عليه , من الإبصار بعد العمى , و الغنى بعد الفقر , ولم يعط السائل ما سأله فقط , بل ترك له الخيار أن يأخذ ما يشاء ، ويترك ما يشاء ، وأخبره بأنه لن يشق عليه برد شيء يأخذه أو يطلبه من المال ، وهنا أخبره الملك بحقيقة الأمر وتحقق المقصود وهو ابتلاء الثلاثة وأن الله رضي عنه وسخط على صاحبيه .

فهؤلاء الثلاثة يمثلون أصناف الناس , الشاكرون لأنعم الله , والكافرون بها ، وهو يدل على أن الله لايزال يبتلي العباد بالسراء والضراء كما ابتلى هؤلاء الثلاثة , ليتبين الشاكر من الكافر , وأن النعم إنما تدوم بالشكر , وهو الاعتراف بها للمنعم , والتحدث بها بين الناس , وتصريفها في مرضاته , فبهذه الأمور تحفظ النعم من الزوال  .



©جميع

من بدائع القصص النبوي


اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ


من بدائع القصص النبوي

جديد الموقع: حلقات جديدة من لمسات بيانية مع الدكتور فاضل صالح السامرائي - حلقات جديدة من الكلمة وأخواتها     - حلقات جديدة من طريق الهداية مع ترجمة لحلقات التوبة والاستغفار باللغة الانجليزية





































































صوت سحابة

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بينما رجل بفلاة من الأرض ، فسمع صوتاً في سحابة : ( إسق حديقة فلان) فتنحى ذلك السحاب ، فأفرغ ماءه في حرة (أرض ذات حجارة سوداء) فإذا شرجة ( ساقية) من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله ، فتتبع الماء ، فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته ( مجرفته) .

الرجل (لصاحب الحديقة) : يا عبدالله ، ما إسمك ؟ .

صاحب الحديقة : إسمي فلان ، للاسم الذي سمع في السحابة .

فقال له : يا عبدالله لم تسألني عن إسمي ؟

الرجل : إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه ! يقول : إسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها ؟ .

صاحب الحديقة : أما إذا قلت هذا ، فإني أنظر إلى ما يخرج منها ، فأتصدق بثلثه ، وآكل أنا وعيالي ثلثاً ، وأرد فيها ثلثه .

وفي رواية : أجعل في المساكين والسائلين وابن السبيل .



من فوائد القصة :

1-      تسخيـر الله الملائكة والمطر لعباده المتصدقين الذين يؤدون حقوق الفقراء من أموالهم .

2-      التصدق على الفقراء يؤدي إلى زيادة الرزق ، قال الله تعالى : ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إحفظ الله يحفظك ، إحفظ الله تجده تجاهك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) .
3-      المؤمن العاقل يحفظ حق الفقراء ، وحق عياله ، وحق حديقته

من الكتاب القيم من بدائع القصص النبوي الصحيح للأستاذ / محمد بن جميل زينو

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ  وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ  وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ البقرة 283


الأمانة في الخشبة العجيبة

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن

يسلفه (يقرضه) الف دينار .

المقرض : أئتني بالشهداء أشهدهم .

المقترض : كفى بالله شهيداً .

المقرض : فإئتني بالكفيل .

المقترض : كفى بالله كفيلا .

المقرض : صدقت .

(يدفع الرجل للمقترض الألف دينار إلى أجل مسمى ، فيخرج بها في البحر ، فإذا قضى حاجته ، التمس مركباً يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله ، فلم يجد مركباً ، فيأخذ خشبة فينقرها ، فيدخل فيها ألف دينار !! وصحيفة منه إلى صاحبه ، ثم يزجج موضعها (يسده) ثم يأتي بها إلى البحر) .

المقترض (آسفاً) : اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلاناً (اقترضت منه) الف دينار ، فسألني كفيلاً ، فقلت ، كفى بالله كفيلا ، فرضي بك ، وسألنا شهيداً ، فقلت : كفى بالله شهيداً ، فرضي بك ، وإني جهدت (بذلت جهدي) أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له ، فلم أقدر ، وإني استودعكما ؟ (أضعها أمانة عندك) .

(يرمي المقترض بالخشبة في البحر حتى تلج فيها (تجري) ثم ينصرف وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرج إلى بلده ، فيخرج الرجع الذي كان أسلفه ينظر ، لعل مركباً قد جاء بماله ، فإذا بالخشبة التي فيها المال !!

فيأخذها لأهله حطباً .. فلما نشرها وجد المال والصحيفة !!! ثم يقدم الذي كان أسلفه فيأتي بالألف دينار من جديد .

المقترض : والله ما زلت جاهداً في طلب مركب لأتيك بمالك ، فما وجدت مركباً قبل الذي أتيت فيه .

المقرض : هل كنت بعثت إلى بشئ .

المقترض : أخبرك أني لم أجد مركباً قبل الذي جئت فيه .

المقرض : فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة .

فانصرف بالألف الدينار راشداً .

من فوائد القصة :

1-      القرض الحسن مشروع والمقرض له أجر عظيم .

2-          مشروعية كتابة الدين ، ووقت أدائه ، والإشهاد عليه حفظاً للحقوق .

3-      للمقرض أن يأخذ رهناً ، أو كفيلاً من المستقرض ليحفظ حقه من الضياع .

4-      لصاحب الدين أن يرضى ممن عليه الدين بشهادة الله وكفالته ، اذا لم يجد شهداء ، أو كفيلاً .

5-      على المسلم أن يأخذ بالأسباب ويتوكل على الله عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعقلها وتوكل) .

          فالمقترض ينقر الخشبة ، ويضع الدنانير فيها ، ويسدها ، ثم يدعو الله متوكلاً عليه .

6-      من رضي بالله شهيداً ، أو كفيلاً كفاه ، وحفظ لـه حقه فالمقترض حينما رضي بالله شهيداً وكفيلاً رد عليه ماله .

7-      على المسلم العاقل ألا يكتفي بالأسباب الغيبية وحدها ، بل يأخذ بالأسباب الحسية ، فالمقترض لم يكتف بما أرسله للمقرض في الخشبة ، بل أتى بالدنانير من جديد حينما وجد سفينة تحمله إلى صاحب الدين ، ولكن المقرض أخبره بأن الله أدى عنه بما أرسله في الخشبة .

8-      على المقترض أن يبذل جهده ويسلك كل السبل لوفاء دينه في وقته المحدد .

9-      إذا أحسن المسلم النية وفقه الله لأداء دينه .
10-    أداء الحقوق ، ووفاء الدين واجب ، لا يجوز تأخيره ، إذا لم يوفه في الدنيا ، فسوف يدفعه يوم القيامة من حسناته ، وربما كان سبباً في دخوله النار .

من كتاب من بدائع القصص النبوي الصحيح محمد بن جميل زينو

جرة الذهب

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشترى رجل من رجل عقاراً له (أرضاً) فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب !!

المشتري (للبائع) : خذ ذهبك مني ، إنما اشتريت منك الأرض ، ولم أشتر منك الذهب !!

البائع (ممتنعاً) : إنما بعتك الأرض وما فيها . – يحتكمان إلى رجل - .

الحكم : الكما ولد ؟

أحدهما : لي غلام .

الآخر : لي جارية .

الحكم : أنحكوا (زوجوا) الغلام للجارية وأنفقوا عن أنفسكما منه ، وتصدقا .

 من فوائد القصة

1- أداء الأمانة مطلوب لقول الله تعالى : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) .النساء 58

2- القناعة كنز لا يفنى تعود بالخير والبركة على صاحبها .

3- مشروعية الاحتكام إلى عالم بالكتاب والسنة ، دون الذهاب إلى المحاكم المدنية التي تضيع الأموال والأوقات عملاً بقول الله تعالى : (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)
4-  من رضي بما أعطاه الله كان من أغنى الناس لقوله صلى الله عليه وسلم :-

          أ- وأرض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس) .

ب-  ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس .

5- الرزق مقسوم ، لا بد أن يصل إليك في وقته ومقداره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت) .

6- على المسلم أن يقنع بالحلال ، ويترك الحرام والطمع فيما ليس له ، ويأخذ بالأسباب المشروعة للرزق ، وأن العمل الصالح يكفل له السعادة في الدنيا والآخرة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الله وأحملوا في الطلب) .

7-  الحكم العادل يرضي المحتكمين .
8- عدم الطمع فيما ليس للإنسان .

من الكتاب القيم من بدائع القصص النبوي الصحيح أ / محمد بن جميل زينو

أرض التوبة

 عن رسول الله صلى الله عليه وسلـم أنه قال : ( كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدل على راهب ، فأتاه) .

القاتل (نادماً) : إني قتلت تسعة وتسعين نفساً ، فهل لي من توبة ؟ .

الراهب (في غباوة وجهل) : لا .

الرجل يقتل الراهب فيكمل به المائة .

ثم يسأل عن أعلم أهل الأرض ، فيدلونه على رجل عالم .

القاتل : إني قتلت مائة نفس ، فهل لي من توبة ؟ .

العالم ( في ثقة) : نعم ، ومن يحول بينك وبين التوبة !! انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله تعالى فأعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء .

(ينطلق الرجل حتى إذا نصف الطريق ]وصل نصفه[ أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب) .

ملائكة الرحمة : جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى .

ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيراً قط .

(يأتيهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم) .

الملك (يحكم) : قيسوا ما بين الأرضين ، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له .

(الملائكة تقيس ما بين الأرضين فتجد التائب أقرب إلى الأرض التي أرادها بشبر ، فتقبضه ملائكة الرحمة).



من فوائد القصة :

قال الله تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } .

1-      المذنب لا ييأس من رحمة الله ، ولو ملأ الأرض ذنوباً ، بل يجب عليه أن يتوب إلى ربه حالاً ، قال الله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } .

2-      لا بد للجاهل من سؤال عالم بالكتاب والسنة حتى يحل مشكلاته .



3-      لا يجوز للعابد أن يفتي الناس إذا كان جاهلاً ، ولو تزيا بزي العلماء ، فإن ضرره أكثر من نفعه ، وقد يعود بالوبال عليه كما في هذه القصة ، ولو كان هذا الراهب عالماً لما سد باب التوبة على من سأله ، ولما عرض نفسه للقتل .

4-      العالم : هو الذي يفتح للناس باب التوبة ، ويغلق باب القنوط من الرحمة ، فهو كالطبيب يأخذ بيد المريض نحو الشفاء ، ويفتح له باب الرجاء) .

5-      على المذنب إذا أراد توبة أن يهجر أصحابه الذين اشترك معهم في الذنب ، وأن يهجر الأماكن التي يرتادها للمعصية .

6-      على التائب أن يرافق الصالحين ليعتاد فعل الطاعات وترك السيئات ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل) .

7-      التحاكم إلى عالم بالكتاب والسنة مشروع عند الاختصام .

8-      لا تحتقر مذنباً مهما فعل ، لأنك لا تدري بم يختم له : ففي الحديث : ( أن الرجل ليعمل عمل الجنة فيما يبدو للناس ، وهو من  أهل النار ، وأن الرجل ليعمل عمل النار فيما يبدو للناس ، وهو من أهل الجنة ) - زاد البخاري ( وإنما الأعمال بخواتيمها) .



من الكتاب القيم: من بدائع القصص النبوي الصحيح

 للأستاذ / محمد بن جميل زينو


معجزة نبوية مباركة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لاعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه ، فمرّ أبو بكر ، فسألته عن آية من كتاب الله ، ما سألته إلى ليشبعنى ، فمرّ ولم يفعل . ثم مرّ بي عمر ، فسألته عن آية في كتاب الله ، ما سألته إلا ليشبعني ، فمرّ ولم يفعل ، ثم مرّ النبي صلى الله عليه وسلم ، فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في و جهي ) .

رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبا هر ]لقب الصحابي أبو هريرة[

أبو هريرة : لبيك يا رسول الله .

رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلحق .

(يمضي الرسول إلى بيته فيتبعه أبو هريرة) ، يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم فيستأذن له فيجد لبناً في قدح .

رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أين هذا اللبن ؟ ,

أهل البيت : أهداه لك فلان ، أو فلانة .

رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبا هرّ .

أبو هريرة : لبيك يا رسول الله .

رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلحق إلى أهل الصفة فأدعهم لي ، وأهل الصفة أضياف الإسلام ، لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا على أحد ، وكان إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً ، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم . (يستاء أبو هريرة من ذلك) .

أبو هريرة ( يخاطب نفسه) : وما هذا اللبن في أهل الصفة ؟ كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها ، فإذا جاء ، وأمرني (رسول الله صلى الله عليه وسلم) فكنت أنا أعطيهم . وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ؟ ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد .

(يدعوهم أبو هريرة فيقبلون ويستأذنون فأذن لهم ويأخذون مجالسهم من البيت) .

رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا هرّ .

أبو هريرة : لبيك يا رسول الله .

رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذ فأعطهم .

(يأخذ القدح أبو هريرة ، فيعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ، ثم يعطيه الآخر فيشرب حتى يروى ، حتى ينتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم ، فيأخذ الرسول القدح فيضعه على يده وهو ينظر إلى أبي هريرة ويبتسم .

رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبا هرّ .

أبو هريرة : لبيك يا رسول الله .

رسول الله صلى الله عليه وسلم : بقيت أنا وأنت .

أبو هريرة : صدقت يا رسول الله .

رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقعد فاشرب .

ويقعد أبو هريرة ويشرب .

رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشرب .

يشرب ثانياً أبو هريرة والرسول لا يزال يقول اشرب اشرب .

أبو هريرة : لا والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكاً .

رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأرني .

يناوله أبو هريرة القدح ، فيحمد الله ويسمي ويشرب الفضلة .



من فوائد القصة :

قال الله تعالى : {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}

1-      الصحابة الذين تعودوا الجوع ، ولم يذوقوا حلاوة الرفاهية ، مكتفين بحلاوة الإيمان ، هم الذين فتحوا القلوب بالقرآن والأخلاق قبل أن يفتحوا البلاد بالسنان .

2-      صدق فراسة النبي ، وذكاؤه فيما يراه في وجود أصحابه ، وتعهده أياهم : ( فتبسم حين رآني ، وعرف ما بي) .

3-      تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم للفقراء ، ودعوتهم إلى بيته ، دليل على اهتمامه بهم .

4-      الرسول المربي الحكيم يربي أبا هريرة على الكـرم والإيثار وينتزع من نفسه حب الذات . ( إلحق بأهل الصفة فأدعهم لي) .

ويعلمه أن يبدأ بغيره قبل نفسه : ( خذ فاعطهم) .

5-      ملاطفة الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة ساءه كثرة الشاربين مع قلة اللبن تتجلى في مناداته مراراً : ( أبا هر ـ أبا هر) .

6-      الرسول صلى الله عليه وسلم كما علم الإيثار لأبي هريرة على غيره يحققه بذاته ، بل يقدم أبا هريرة على نفسه قائلاً : ( اشرب اشرب) . وما زال أبو هريرة يشرب ، حتى امتلأ لبناً ، بعد أن امتلأ قناعة وإيثاراً ، والطبيب الناجح يكرر الدواء لمريضه حتى يحصل له الشفاء بإذن الله .

7-      من السنة أن يشرب المسلم قاعداً كما علم الرسول صلى الله عليه وسلم أبا هريرة (اقعد فاشرب) .

8-      ومن السنة التسمية عند الشرب والحمد لله على نعم الله ، وصاحب البيت آخر القوم شراباً .

من بدائع القصص النبوي للأستاذ محمد بن جميل زينو

يقدم رجل من (أزد شنوءة) يدعى ( ضمان بن ثعلبة الأزدي) وكان يرقي من هذه الريح ]مس الجن[ فسمع إشاعة :

سفهاء مكة (يشيعون) : إن محمداً مجنون .

ضمان ( في نفسه : لو أني أتيت هذا الرجل ، لعل الله يشفيه على يديّ .

(ويلقى ضماد محمداً صلى الله عليه وسلم) .

ضماد ( ناصحاً) : يا محمد ، إني أرقي من هذه الريح ]الجنون[ وإن الله يشفي على يدي من شاء ، فهل لك ؟ (أي هل لك رغبة في رقيتي؟) .

رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هاد لـه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه ، وأن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :

ضماد (متأثراً) : أعد عليّ كلماتك هؤلاء . (يعيد الرسول صلى الله عليه وسلم خطبته ثلاث مرات) .

ضماد : لقد سمعت قول الكهنة ، وقول السحرة ، وقول الشعراء ، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ، ولقد بلغن قاموس البحر ]وسطه ، ولجته[ هات يدك أبايعك على الإسلام . ( يبايع ضمان الرسول صلى الله عليه وسلم) .

الرسول صلى الله عليه وسلم (مستفهماً) : وعلى قومك ؟

ضماد : وعلى قومي (أبايعك على قومي)

(يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيمرون على قومه)

صاحب السرية (للجيش) : هل أصبتم هؤلاء شيئاً ؟

رجل من القوم : أصبت منهم مطهرة ( وعاء للوضوء) .

صاحب السرية : ردوها ، فإن هؤلاء قوم ضمان .



من فوائد الحديث والقصة :



1-      العرب قبل الإسلام كانت تعتقد بمس الجن ، ويسمونه (الريح) وجاء الإسلام ، فأقره ، قال الله تعالى : {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}



2-      من العرب من كان يرقي من مس الجن ، وربما استعانوا بالجن ، فأبطل الإسلام هذه الاستعانة ، وقال الله تعالى عنهم : {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (زاد الكفار خوفاً وإثماً وطغياناً) .

          وبعض المسلمين يستعينون بالجن لمداواة المرضى ، أو لفك السحر ، وهذا من الشرك الأكبر الذي يحبط العمل ، ويزيدهم طغياناً وكفراً ، وعلى المسلم أن يتداوى بقراءة المعوذتين .

أ-       كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعوذ من أعين الجان ، وأعين الإنسان ، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما ، وترك ما سواهما .

ب-      وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين ، وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه بالمعوذتين وأمسح بيده عليه رجاء بركتها .



3-      من العرب في الجاهلية من يعتقد أن الشافي هو الله وحده ، وبعض المسلمين - مع الأسف الشديد - يعتقدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره يشفي من الأمراض المختلفة .

          فقد قال الأخ ( أحمد محمد جمال) في جريدة المدينة : ( وفي روايات متعددة يصف الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه بأنه (رحمة مهداه) إلى الإنسانية ، ليخرجها من الظلمات إلى النور ، ويشفي قلوبها وأبصارها وأبدانها من الأسقام الحسية والمعنوية معاً ، والدليل على رد كلامه ما جاء في القرآن والحديث :

          أ-          قال الله تعالى على لسان إبراهيم : {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}

ب-      وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اللهم رب الناس أذهب البأس ، وأشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً) .



4-      خطبة الحاجة يسمعها ( ضماد) فيتأثر بها ويطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم إعادتها ، ويبايعه على الإسلام مع قومه ، لأنها تحتوي على حمد الله ، والاستعانة ، وأن المعبود بحق هو الله وحده .



من كتاب  من بدائع القصص النبوي الصحيح  للأستاذ / محمد بن جميل زينو

الإعجاز النبوي...في الإخبار عن الأمم السابقة





WWW.ISLAMWEB.NET

الإعجاز النبوي...في الإخبار عن الأمم السابقة


(الشبكة الإسلامية)
 





أشار القرآن الكريم في أكثر من موضع إلى جانب من جوانب الإعجاز في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم - ، وهو الإخبار عن قصصٍ ومشاهد تفصيلية لحضارات سادت ثم اندثرت ، والحديث عن مواقف غيبيّة وقعت في أمم سابقة لم يكن لها اتصالٌ مباشرٌ بأهل الجزيرة العربية ، وذلك في قوله سبحانه : { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون } ( آل عمران : 44 ) ، وقوله سبحانه : { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون } ( يوسف : 102 ) .



ووجه الإعجاز في ذكر تلك القصص ، هو أن البيئة العربية لم تكن على علمٍ بها ، سوى ما ورد ذكره من إشاراتٍ مجملة ، أتت من قبيل ضرب الأمثال ، كقولهم : "أحلام عاد" ، وقولهم : " كانَتْ عَلَيْهُمْ كَرَاغِيةِ البَكْرِ " والمقصود به ناقة صالح عليه السلام ، وأما تفاصيل تلك القصص فلم يكونوا على علمٍ بتلك الأخبار التفصيليّة ، وهذا يُثبت أنه عليه الصلاة والسلام علم بها من مصدر آخر ، ويشير القرآن إلى ذلك بقوله تعالى : { تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا } ( هود : 49).



أما أهل الكتاب فلم تكن تلك الأخبار الدقيقة معلومة سوى عند الأكابر من أحبارهم ، الذين أفنوا أعمارهم في دراستها وتعلّمها ، في الوقت الذي لم يثبت فيه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد تلقّى عنهم تلك العلوم لا في مكّة ولا في غيرها ، ومع علمنا بشدّة حرصهم على تكذيبه وإبطال دعوته فلم يدّع أحدٌ منهم قيامه بتعليمه أياً من تلك العلوم .



وإذا أضفنا إلى ذلك أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان أمّياً لا يُحسن القراءة ولا الكتابة ، فلم يكن من المتصوّر أن يتلقّى مثل هذه الأخبار عن كتب أهل الكتاب  ، وبالتالي لا سبيل إلى معرفة تلك التفاصيل إلا عن طريق الوحي ، ولهذا المعنى أقرّ بعض الأحبار بصدق النبي – صلى الله عليه وسلم – في نبوّته ، فحين أتى وفدٌ من علماء اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وقالوا له : " يا أبا القاسم ، حدّثنا عن أمورٍ نسألك عنها ، لا يعلمهنّ إلا نبي " ...فكان فيما سألوه : " أيّ الطعام حرّم إسرائيل على نفسه قبل أن تُنزّل التوراة ؟ " ، فقال لهم : ( أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن إسرائيل مرض مرضاً شديداً فطال سقمه ، فنذر لله نذراً لئن شفاه الله من سقمه ليُحرّمنّ أحب الشراب إليه ، وأحب الطعام إليه ، فكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل ، وأحب الشراب إليه ألبانها ؟ ) ، فقالوا : " اللهم نعم " رواه أحمد .



ونصوص القرآن والسنّة مليئةٌ بقصص الأمم الماضية وما فيها من أحداث وعبر بأحسن أسلوب وألطف عبارة ، ابتداءً بقصّة آدم عليه السلام ومراحل تكوينه ونفخ الروح فيه ، ثم أمر الله تعالى للملائكة بالسجود له وعصيان إبليس لربّه ، ثم خروج آدم عليه السلام من الجنّة واستقراره في الأرض حتى توفّاه الله تعالى ، ومروراً بقصص أولي العزم من الرسل والابتلاءات التي لحقتهم في سبيل دعوتهم ، والمعجزات التي أيّدهم الله باه ، وموقف أقوامهم منها ، وما تخلّل ذلك من مواقف تربويّةٍ ومواعظ جليلة ، وعاقبة الذين آمنوا بهم في الدنيا والآخرة ، والعقاب الإلهيّ الذي حلّ بالمعرضين عن قبول دعوتهم والإيمان بها .



كما وردت في نصوص الوحيين أخبارٌ كثيرة عن الصالحين ، وما جرى لهم من أحداث ، كقصّة أصحاب الكهف ، وخبر موسى مع الخضر ، ويوسف وإخوته ، وتمكين ذي القرنين ، ووصايا لقمان ، وتفاصيل ما حدث للعبد الصالح الذي أماته الله مائة عام ، ثم بعثه ليوقفه على حقيقة البعث والنشور .


ومن ذلك أيضاً : قصّة البغيّ التي سقت كلباً فغفر الله لها ، وقصّة التاجر الذي كان يتسامح مع الدائنين ، فنال بذلك المغفرة من الله ، وقصّة قاتل التسعة والتسعين نفساً ، وقصّة الغلام المؤمن والساحر ، وقصّة أصحاب الغار والصخرة التي سدّت عليهم بابها .



فهذه وغيرها من الأخبار التي وقعت في الأمم السابقة ، وأخبر عنها النبي - صلى الله عليه وسلم – تضيف بُعداً جديداً للدلائل الكثيرة على صدق نبوّته – صلى الله عليه وسلم - ، وأحقّية رسالته .





الخميس :02/11/2006
WWW.ISLAMWEB.NET