صدقة جارية
تفسير اية رقم ١٩_٢٦
من سورة الرعد
﴿۞ أَفَمَن یَعۡلَمُ أَنَّمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ كَمَنۡ هُوَ أَعۡمَىٰۤۚ إِنَّمَا یَتَذَكَّرُ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ (١٩) ٱلَّذِینَ یُوفُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَلَا یَنقُضُونَ ٱلۡمِیثَـٰقَ (٢٠) وَٱلَّذِینَ یَصِلُونَ مَاۤ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦۤ أَن یُوصَلَ وَیَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ وَیَخَافُونَ سُوۤءَ ٱلۡحِسَابِ (٢١) وَٱلَّذِینَ صَبَرُوا۟ ٱبۡتِغَاۤءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ سِرࣰّا وَعَلَانِیَةࣰ وَیَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّیِّئَةَ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ (٢٢) جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ یَدۡخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَاۤىِٕهِمۡ وَأَزۡوَ ٰجِهِمۡ وَذُرِّیَّـٰتِهِمۡۖ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ یَدۡخُلُونَ عَلَیۡهِم مِّن كُلِّ بَابࣲ (٢٣) سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ (٢٤) وَٱلَّذِینَ یَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِیثَـٰقِهِۦ وَیَقۡطَعُونَ مَاۤ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦۤ أَن یُوصَلَ وَیُفۡسِدُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوۤءُ ٱلدَّارِ (٢٥) ٱللَّهُ یَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن یَشَاۤءُ وَیَقۡدِرُۚ وَفَرِحُوا۟ بِٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ إِلَّا مَتَـٰعࣱ (٢٦)﴾ [الرعد ١٩-٢٦]
﴿أفَمَن يَعْلَمُ أنَّما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِن رَبِّكَ الحَقُّ﴾: فيؤمن به، ﴿كَمَن هو أعْمى﴾: القلب لا يعلم فلا يؤمن، والهمزة لإنكار تشابهما، ﴿إنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبابِ﴾: العقول السليمة، ﴿الذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ﴾: بما أمرهم في كتابه، أو بالعهد الذي أخذ منهم حين أخرجهم من صلب آدم، ﴿ولا يَنْقُضُونَ المِيثاقَ﴾: ذلك الميثاق أو مطلق الميثاق، ﴿والَّذِينَ يَصِلُونَ ما أمَرَ اللهُ بهِ أن يُوصَلَ﴾: من صلة الرحم والإيمان بجميع الرسل ومراعاة الحقوق، ﴿ويَخْشَوْنَ رَبَّهم ويَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ والَّذِينَ صَبَرُوا﴾: على أمر الله تعالى أو على المصائب، ﴿ابْتِغاءَ وجْهِ رَبِّهِمْ﴾، طلب مرضاته، ﴿وأقامُوا الصَّلاةَ﴾: بحدودها وبركوعها وسجودها على الوجه الشرعي، ﴿وأنفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ﴾ يؤدون الزكاة أي: من يجب عليه، ﴿سِرًّا وعَلانِيَةً﴾: لم يمنعهم عن ذلك حال من الأحوال في الليل والنهار وفسر بعضهم بوجه يشمل صدقة التطوع وهو الأولى، ﴿ويَدْرَءُونَ﴾: يدفعون، ﴿بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ﴾ أي: بالصالح من العمل السيئ منه، أو يجازون الإساءة بالإحسان، إذا أذاهم أحد قابلوه باللطف، ﴿أُولَئِكَ لَهم عُقْبى الدّارِ﴾: عاقبة الدنيا وهي الجنة؛ لأنها التي ينبغي أن تكون عاقبة أهلها ومرجعهم، ﴿جَنّاتُ عَدْنٍ﴾ بدل من عقبى الدار، والعدن الإقامة، أي: جنات يقيمون فيها، أو في الجنة قصر يقال له عدن له خمسة آلاف باب، أو مدينة من الجنة فيها الأنبياء والشهداء وأئمة الهدى والناس حولهم بعد، والجنات حولها، ﴿يَدْخُلُونَها﴾ صفة جنات عدن، ﴿ومَن صَلَحَ﴾ عطف على فاعل يدخلون وجاز للفصل بالضمير، ﴿مِن آبائِهِمْ وأزْواجِهِمْ وذريّاتِهِمْ﴾ يعني يلحق بهم من صلح من أهلهم وإن لم يبلغ مبلغهم كرامة لهم، ﴿والمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بابٍ﴾: من أبواب منازلهم للتهنئة قائلين ﴿سَلامٌ عَلَيْكُم بِما صَبَرتمْ﴾ متعلق بما تعلق عليه عليكم أو تقدير هذه بما صبرتم والباء للسببية أو البدلية، ﴿فنعْمَ عُقْبى الدّارِ﴾: جنة العدن، ﴿والَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِن بَعْدِ مِيثاقِهِ﴾: بعد ما أوثقوه وأقروا وقبلوا وهذا قسيم الأولين، ﴿ويَقْطَعُونَ ما أمَرَ اللهُ بِهِ أنْ يُوصَلَ ويُفْسِدُونَ في الأرْضِ﴾: بالكفر والمعاصي، ﴿أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ ولَهم سُوءُ الدّارِ﴾ أي: سوء عاقبة الدنيا وهو جهنم، ﴿اللهُ يَبْسُطُ﴾: يوسع، ﴿الرِّزْقَ لِمَن يَشاءُ ويَقْدِرُ﴾: يضيقه، ﴿وفَرِحُوا﴾ أي: مشركو مكة، ﴿بِالحَياةِ الدُّنْيا﴾: فرح بطر وأشر، ﴿وما الحَياةُ الدُّنْيا في﴾: جنب، ﴿الآخِرَةِ إلّا مَتاعٌ﴾: نزر قليل مثل ما يستمتع به الراكب كتميرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق